الجماعية والهجمة المرتدة أسلحة شياطين مانشستر في السان سيرو

يُسافر بطل الموسم قبل الماضي ووصيف الموسم الماضي (مانشستر يونايتد) إلى مدينة ميلانو للتصدي للميلان بقيادة أحد أبنائه "ديفيد بيكهام" في ذهاب دور الـ16 من بطولة دوري أبطال أوروبا واضعاً أمامه ثلاثة اعتبارات أو أهداف هامة..
الهدف الأول: رد الاعتبار من الهزيمتين السابقتين والعودة برأساً مرفوعة إلى قلعة أولد ترافورد.
الهدف الثاني: الإطاحـة بالعملاق الأوروبي الثاني بعد ريال مدريد من هذه الكأس التاريخية.
الهدف الثالث: نفسي بحت، لخوض الفريق نهائي الكارلينج كب نهاية الشهر الجاري.
تقابل العملاقان من قبل مرتان في أخر 5 سنوات، وفي كل مرة كان يفوز الميلان ويخرج اليونايتد يَجر أزيال الخيبة، وينوي فيرجسون ورجاله انهاء هذا الوضـع المُربك لهم على الصعيد الأوروبي والعالمي.
أفتتح مانشستر يونايتد مبارياته ببطولة هذا الموسـم بفوز صعب على بيشكتاش التركي بهدف حمل توقيع الخبير الإنجليزي "بول سكولز" على ملعب "أنونو" وواصل فيرجسون اعتماده في البداية البطيئة له على خبرة سكولز وجيجز في انهاء مباريات دور الـ32 لصالحه، وهذا ما فعله في مباراة فولفسبورج الألماني التي انتهت بفوزه 1/2 بفضل جيجز وكاريك، وانتزع فوزاً صعباً من رفاق الحارس الرائع "أكنفييف" -سيسكا موسكو- على ملعب دينامو ستاديون بهدف الإكوادوري السريع "لويس أنطونيو فالنسيا".
ثم بدأ إيقاع الخبراء يقل بعض الشيء والأداء التصاعدي بشكل عام لم يتواصل، وهذا التراجع كان مُبرراً بسبب تعرض معظم نجوم خط الدفاع للإصابات المزمنة إضافة لإيقاف بعض لاعبي الوسط وتعرضهم لأزمات فنية ونفسية، ليضطر فيرجسون للعب بالمدافعين الاحتياطيين وتغيير مركز أكثر من لاعب، وكادت هذه التغييرات الجذرية تكلفه خسارة فادحة أمام سيسكا موسكو على ملعب أولد ترافورد حين تأخر 3/1 حتى الدقيقة 84 والتي نجح فيها سكولز من تقليص النتيجة ثم أحرز فالنسيا هدف التعادل قبل النهاية بثوانٍ قليلة أمنت له صدارة المجموعة.
لكن الجولة الخامسة شهدت سقوط مدوٍ لليونايتد على ملعبه ووسط جماهيره بتسديدة للاعب وسط بيشكتاش "نيلو" والتي فشل الحارس الاحتياطي "فوستر" في التعامل معها، ومنذ ذلك الوقت لم يقف فوستر في مباريات هامة ببطولة الدوري ليحصل البولندي "كوتشاك" على المكان الأساسـي حتى عاد الهولندي "فاندر سار" من مشاكل الإصابة ومرض زوجـته بجلطة في المخ مؤخراً.
وكسر فوز بيشكتاش على مانشستر يونايتد حاجز الهزائم المانشستراوية على ملعب أولد ترافورد ببطولة دوري الأبطال حيث ترجـع أخر هزيمة تعرض لها العملاق الإنجليزي على هذا الملعب لعام 2005 عندما خسر على يد الميلان بهدف أحرزه النجم الأرجنتيني "هيرنان كريسـبو" في دور الـ16 ونفس اللاعب هزم اليونايتد في الإياب بالسانسيرو.
واستعاد اليونايتد عافيته في الجولة الأخيرة بفوز كاسح على بطل الدوري الألماني، رغم النقص العددي الرهيب في صفوف خط دفاعه لكنه استعان بخبرات كاريك وفليتشر الدفاعية في قلب الدفاع وخبرات مايكل أوين الهجومية حيث حل بديلاً آنذاك لواين روني وبيرباتوف اللذين غابا لأسباب مختلفة.
وحطم أوين آمال فولفسبورج للمواصلة في البطولة بثلاثية كانت جميعها من توقيعه مقابل هدف أحرزه "إيدين ديجيكو"،، ليتصدر الشياطين المجموعة الثانية برصيد 13 نقطة من 4 انتصارات وتعادل وهزيمة يتيمة. لتعلن قرعة دور الـ16 عن مواجهته للميلان الإيطالي، على أن تكون مباراة الذهاب في إيطاليا اليوم - الثلاثاء 16 فبراير 2010- والإياب بالأولد ترافورد يوم 24 من الشهر ذاته.

إيجابيات وسلبيات



لم تظهر على مانشستر في بداية الموسم إيجابيات ملحوظة، وبالتحديد بالدور الأول للبطولة، بسبب تعدد الإصابات وتجديد دماء الفريق بعد رحيل كريستيانو رونالدو وكارلوس تيفيز، والإستعانة بوجوه جديدة أمثال أنطونيو فالنسيا ومايكل أوين وديليت.
وكانت أهم الإيجابيات التي ظهرت على فترات في الدور الأول "اللعب الجماعي والعرضيات النموذجية" من الطرفين، وكان التحرك من دون كرة هو أحد أهم إيجابيات الفريق وكان جيجز وفالنسيا يُطبقاها كما قال الكتاب إضافة لواين روني وبيرباتوف.
لكن الفريق لم يكن على ما يُرام وشعر العشاق أنه يفوز بشق الأنفس في كل مباراة لتأثره برحيل رونالدو الذي كان يُحرز ويصنع عشرات الأهداف موسمياً، وغياب عناصر مؤثرة كفرديناند وفيديتش والوافد الجديد "أوبريتان"، كل هذه أسباب أظهرت اليونايتد مليء بالسلبيات غير مُتزن.
حتى جاء التحسن التام في الأداء مؤخراً بعودة كافة العناصر المصابة ومن بينهم "أوين هارجريفز" الخاضع لعلاج بدني في الوقت الراهن، ليؤكد مانشستر أنه فريق لا يقف على نجم واحد فقط.
لهذا مانشستر (بداية الموسم) ليس هو الذي سيواجه الميلان حالياً إنما (مانشستر المنتشي بأداء متميز ونتائج إيجابية رائعة على هال وويجان والمان سيتي وآرسنال)، ويجب على الميلان أن ينسى تماماً مانشستر بداية الموسم، فمانشستر في الوقت الحالي مخيف من ناحية ثبات مستوى لاعبيه وتفاهم كافة عناصره، وثبات النتائج والحيوية والإصرار على تحقيق الفوز حتى الدقيقة الأخيرة.
وإذا طلب أحد سلبية صارخـة لا يُمكن إغفالها فهي بكل تأكيد عدم إحراز "واين رونـي" لأي هدف في خمس مباريات شارك فيها، إذ لم يشارك ضد فولفسبورج لإنشغاله مع زوجته في المستشفى لوضعها طفله الأول.


تكتيك
أغلب عناصر مانشستر الأساسية عادت في الفترة الأخيرة لقمة مستواها البدني والفني، ولكن فيرجسون تلقى خبراً مُزعجاً بعد مباراة أستون فيلا في الدوري يوم الأربعاء الماضي بتعرض قائد الوسط "ريان جيجز" لإصابة في ذراعـه ستبعده عن الملاعب لمدة شهر كامل، ويعلم فيرجي أن عامل الخبرة أمر حاسـم في كيفية التغلب على فريق كبير بحجم الميلان في عقر داره، ولكن من الجيد أن سكولز وبيرباتوف وفرديناند سيشاركوا فهم لديهم خبرة قد تمكنه من العودة برأساً مرفوعة، وقد سبق وفعلوها ضد إنتر نسيونالي الموسم الماضي وعادوا بالتعادل السلبي ثم فازوا في الإياب بهدفين للاشيء.
فيرجسون استبعد المدافع الصربي نيمانيا فيديتش نتيجة عدم اكتمال شفائه وعدم جاهزيته البدنية وبديله "إيفانز" سيتواجد وجواره فرديناند الحاصل على راحة بدنية منذ إيقافه الشهر الماضي من قبل الاتحاد المحلي 4 مباريات بسبب ضربه لمهاجم هال سيتي "فاجان" بدون كرة، وسيعود ريو نهاية الشهر الجاري للمشاركة محلياً مع الفريق.

وما يلي تشكيلة الفريق المتوقعة:
فاندر ســار
إيفرا و إيفانز و فرديـنانـد و نيفيل
كـاريـك وفليتشر
بارك جي سونج(ناني) وسكولز و فالنسيا
رونـــي
أو
فاندر سـار
إيفرا وبراون وفرديناند و رافائيل دا سيلفا
كاريــك و فليتشر
نـاني وسكولز و فالنسيا
رونــــــي

المتوقع أن لا يُجازف فيرجسون كثيراً في الهجوم ببدء المباراة بطريقة 4-2-3-1، وسيترك فيرجيسون بيرباتوف على دكـة البدلاء نظراً للقوة الهجومية الضاربة للميلان بقيادة الساحر البرازيلي "رونالدينهو" ومواطنه الطائر "باتو" فالثنائي يصعب التعامل معهما على طرفي الملعب، لذا سيترك بيرباتوف على الدكة لحاجته الماسة للاعب إضافي في خط الوسط تاركاً واين روني يتحمل مهمة الهجوم بمفرده مع مساعدات على فترات من ثنائي الوسط "فالنسيا وبارك" أو "فالنسيا وسكولز".
فإذا لعب فيرجسون بطريقة هجومية بحته بالاعتماد في طرفي الملعب على الجناحين "ناني وفالنسيا"، وفي الهجوم على بيرباتوف وروني ومن خلفهما كاريك وفليتشر، ربما تؤدي هذه الطريقة الجريئة (زيادة عن اللزوم) - والتي لم يظهر اليونايتد بها سوى في مباريات بحجم "ويجان وهال وستوك سيتي"- لحدوث كوارث في إمكانية استحواذه على الكرة وغلق المساحات على مفايتح لعب الميلان، وبالتالي خسارة المباراة، فالميلان يُدافع غالباً من منطقة متقدمة وبإمكانه عزل وسط المانيو قليل العدد بقيادة جاتوزو وبيرلو وربما يتواجد بيكهام.
ولتلافي كل هذه المشاكل التكتيكية سيلعب فيرجسون بطريقة جماعـية متوازنة للخروج بأقل الخسائر وبالتأكيد أقل الخسائر هي التعادل السلبي أو الإيجابي والتكتيك المتوقع هو 4- 2-3-1 أو 4-3-2-1، وإذا لاحت لفيرجسون فرصة انهاء الملحمة متفوقاً بهدف سيفعلها لكن من "هجمة مرتدة".
بصحيح العبارة، مانشستر سيلعب بنفس الأسلوب الذي هَزم به "آرسنال" على ملعب الإيماريتس بداية الشهر الجاري 3/1، سيلعب بخماسي وسط أغلبه يُجيد اللعب بتوازن دفاعي هجومي، وعلى رأسهم "سكولز، بارك، فليتشر وكاريك"، وسيستخدم فالنسيا أو نانـي لتنفيذ الهجمة المضادة من خلف الأظهرة الدفاعية المتقدمة من الميلان لأداء الدور الهجومي سواء (أباتي أو أنتونيني)، فضلاً عن ضعف رونالدينهو في المُساندة الدفاعية خاصةً مع مرور 60 دقيقة من المباراة لتراجع لياقته البداية.،، وفعلها فيرجسون كثيراً في مباريات ماضية برميه للاعبين أصحاب سرعة قياسية على لاعبين ضعاف اللياقة البدنية، ولديه أكثر من ورقة يُمكنها تنفيذ تلك الفكرة كفالنسيا وناني وأوبريتان، وكذلك وايـن رونـي الذي يُجيد اللعب ناحية اليسار الدفاعية إذا شاءت الظروف بأداءه هذا الدور.

الخبرة عامي 2005 و2007 عندما هّزم الميلان اليونايتد في البطولة كانت تصب لصالح الميلان، ولكن الأحوال تبدلت الآن، ولم يعد الميلان كما هو أيام زمان، برحيل شيفتشينكو وكريسـبو ومالديني، وتراجع لياقة رونالدينهو، بيرلو، جاتوزو وإنزاجـي، ومع هذه الظروف نتائج متراجعة وأداء مُخيب للآمال على كافة الأصعدة.
لكن مانشستر يونايتد يُعد أحد أفضل أندية بطولة دوري أبطال أوروبا في الثلاث سنوات الأخيرة، فقد ترشح لقبل النهائي 2007 وخرج على يد الميلان، وفاز بالبطولة 2008 على حساب مواطنه تشيلسي بفارق ركلات الجزاء، وترشح للنهائي 2009 وخسره أمام أفضل فريق في العالم برشلونة بهدفين للاشيء.
وفي الوقت الذي كان يترشح فيه مانشستر لنهائي 2008 و2009 كان الميلان يعيش كبوة بالمشاركة في كأس الاتحاد الأوروبي وفي تغيير العديد من مراكزه وإحلال وتجديد الفريق، ولحد الآن هذا الأمر مستمر، بقيادة فنية جديدة متمثلة في البرازيلي "ليوناردو" الذي يُدرب لأول مرة في تاريخه، وظهرت علامات الضعف الفني والإداري على أدائه في إدارة المباريـات خاصةً بالبطولة الأوروبية فلو كان التوفيق حليفاً لمارسيليا لتأهل بدلاً عنه لهذه المرحلة المتقدمة والجميع تابع كيف صدت العارضة والقائم تسديدات مهاجميه، ليتأهل الميلان بشق الأنفس لدور الـ16.
على النقيض تماماً، مانشستر تأهل بأقل مجهود وبتعرض أغلب عناصره الأساسية للإصابات، والخبير الأسكتلندي "فيرجسون" يعرف من أين تُأكل الكتف ولاعبيه الشبان متعطشين لتحقيق انتصار تاريخي.

ويعيش المهاجم الدولي الإنجليزي "واين روني" أبهى أيامه، فكما عاش إنزاجي أياماً سعيدة في الماضي، حان الوقت أن يفسح المجال لغيره كي يعيش أياماً سعيدة، وهذه الأيام نداولها بين الناس.
أحرز واين روني حتى الآن في بطولة الدوري الإنجليزي 21 هدف بعد تحرره من مركز الجناح الهجومي الأيسر الذي ارغم على التواجد فيه بقرار فني من فيرجسون بسبب تواجد كريستيانو رونالدو، وسيدخل روني هذه المباراة بروح معنوية مرتفعة لتحقيقه لقب أفضل لاعب في الدوري عن شهر يناير الماضي حيث أحرز 4 أهداف في مرمى هال سيتي وهدف قاتل في مانشستر سيتي بالدور قبل النهائي من كأس الكارلينج، وهدف أخر من هجمة مرتدة نموذجية في مرمى آرسنال.
هذا زمنك يا روني؟ لانه بدأ يجد نفسه داخل الصندوق، لانه يُجيد التهديف وصناعة الأهداف، وهذا هو زمن المهاجم المتنوع القادر على خدمة فريقه في أكثر من مركز، فزمن المهاجم الصريح الذي لا يفقه شيء في كرة القدم سوى إحراز الأهداف مثل السوبر بيبو (إنزاجي) قد ولى وانتهى، وهذا هو عصر رونالدو وميسي وروني وديفو وإبراهيموفيتش وسموائيل إيتو.
سيكون روني هو الخطر الأبرز على مرمى الحارس البرازيلي "ديدا"، وسبق وأحرز روني هدفين في مرمى الميلان بدوري أبطال أوروبا موسم 2007/2006 بذهاب الدور قبل النهائي، الأول من إنفراد حين تلقى تمريرة ذكية من فوق رؤوس المدافعين جاءته من بول سكولز، والثاني من تسديدة صاروخية في الزاوية الضيقة من على بُعد 19 ياردة بعد تلقيه تمريرة أرضية من ريان جيجز.
للطاقة والحيوية والقوة دور فعال في هذه المواجهة بين المدرستين، ويمتلك مانشستر لاعبين أصحاب سرعة وشراسة في الالتحامات والضغط المستمر على حائز الكرة، منهم الفرنسي باتريس إيفرا القادر على غلق المساحات على ديفيد بيكهام ومُجاراة ألكسندر باتو، ولكن في حالة مواجهته لباتو بدون شك سيحتاج لمساند واضح من الوسط إما بارك أو كاريك.
وسيحدث صدام شرس بين فليتشر واندريا بيرلو، فالأول قوي بدنياً وسريع وقادر على التمرير بسرعة، والثاني مهاري وضعيف بدنياً ومستواه اللياقي يتراجع عند انتصاف الوقت الأصلي للمباراة مثله مثل رونالدينهو.
وكما أسلفنا لدى مانشستر مهاجم شرس يستطيع بسرعته وقوته البدنية الضغط على الدفاع الضعيف للميلان بقيادة نيستا وأباتي أو أباتي وسيلفا.
لدى الميلان حارس ضعيف في كل شيء، ردة الفعل، التصرف مع العرضيات، بطيء الحركة، غير متفاهم مع خط دفاعه، وفي مانشستر يوجد حارس أخر واثق من نفسه، سريع البديهة، متفاهم مع خط دفاعه، قادر على إستثارة زملائه وبدء الهجمات المرتدة.
والفرق بين الثنائي كالفرق بين السماء والأرض، وجماهير الميلان متأكدة من أن ديدا أحد أهم نقاط ضعفهم، وعلى يقين بأن فاندر سار أحد أهم أسلحة المانيو للتخلص من مهاجميهم.

تصريحــــات
فيرجسون: هذا هو الوقت الأفضل لمواجهة الميلان، فليس لديهم كاكا ومالديني والكثير من الأمور المساعدة لفوزهم علينا.، ونحن جاهزون لمواجهتهم وتحقيق نتيجة إيجابية، وبالنسبة لبيكهام فنحن نعرفه جيداً وسنتصرف معه بطريقتنا.
إيفرا: أستعد لمواجهة ديفيد بيكهام
شيرينجهام: مواجهة إيفرا وعرة وعلى بيكس الحذر والاستعداد لها جيداً.
فالنسيا: هذه أهم مباراة في مسيرتي الكروية مع مانشستر يونايتد.
بيرباتوف: لم يسبق لي ولعبت ضد الميلان فريق مثلي الأعلى في كرة القدم - فان باستن-واتمنى أن أواجهه على ملعب السان سيرو.