الخبرة والثقة والأداء المهاري البرازيلي أسلحة الميلان في مواجهة مانشستر

يخوض الميلان الايطالي مساء الثلاثاء القادم واحدة من أهم مبارياته في الموسم الحالي وذلك حين يستقبل مانشستر يونايتد الانجليزي في ذهاب دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا على ملعبه "سان سيرو" في مدينة ميلانو الايطالية وتحت قيادة الحكم البرتغالي أوليجاريو بينكويرينسا.
لميلان تأهل للدور الاقصائي الأول في البطولة بعد حلوله ثانيًا في مجموعته التي ضمت بجانبه ريال مدريد الاسباني ومارسيليا الفرنسي وزيوريخ السويسري، وقد جمع الفريق 9 نقاط من انتصارين و3 تعادلات وخسارة وحيدة كانت أمام الفريق الأضعف "زيوريخ" في سان سيرو.
الغريب أن الروسونيري لم ينجح بالفوز في أي مباراة على ملعبه، حيث خسر الأولى أمام زيوريخ 1-0 قبل أن يتعادل أمام ريال مدريد ثم مارسيليا بنتيجة واحدة هي 1-1، ولكن المُثير أنه نجح بتحقيق نتائج ايجابية جدًا خارج ملعبه بدأها بالفوز 2-1 على مارسيليا ثم 3-2 على ريال مدريد قبل أن يختتم المشوار بالتعادل 1-1 في سويسرا.
نقاط قوة كثيرة برزت في الفريق خلال دور المجموعات كان أهمها استعادة القوة الدفاعية بتواجد المميزين أليساندرو نيستا وتياجو سيلفا في قلب الدفاع مع التألق الممتاز للاعب الوسط "ماسيمو أمبروزيني"، وكذلك كان التألق اللافت للبرازيلي ديدا في كثير من المباريات رغم كونه أخطأ في بعض اللقاءات وخاصة أمام ريال مدريد في البيرنابيو، ومع هذا برز كذلك النجم رونالدينهو بتمريراته القوية وزميله أليكساندر باتو بانطلاقاته المؤثرة والمزعجة للدفاع المنافس.
أما النقاط السلبية فتمثلت تحديدًا في افتقاد الفريق لدكة البدلاء القادرة على دعمه وقت الحاجة، خاصة في مركزي قلب الدفاع والمهاجم المتحرك أو بالأسماء نقول نيستا أو سيلفا بجانب باتو، كذلك يواجه الفريق مشاكل كبيرة في مواجهة الفرق السريعة خاصة في هجماتها المرتدة.
التشكيل المتوقع للفريق في مباراة مانشستر:
الفريق سيفتقد لخدمات الثلاثي المصاب أوجوتشو أونيو وجانليوكا زامبروتا وماركو بورييلو، وهو الغياب الغير مؤثر على الفريق بشكلٍ كبير خاصة أن الأول يُعد بديل ثالث في الفريق والثاني يُعاني من تراجع في المستوى من بداية الموسم والثالث لديه بديل مميز هو الهولندي كلاس يان هونتلار وقد أثبت ذلك خلال مباراة أودينيزي الأخيرة، ويبقى الأمر الخطير في حال غاب المدافع البرازيلي تياجو سيلفا وهو الأمر المستبعد كما تؤكد آخر التقارير الصادرة من الميلانيلو (مقر تدريبات الفريق)، ولكن إن حدث وغاب سيلفا فالبديل المتوقع هو الايطالي دانييلي بونيرا وهو مدافع جيد لكنه لا يرتقي أبدًا لمستوى اللاعب الأساسي.
التالي وعلى ضوء ما سبق، يُتوقع أن يلعب الفريق بالتشكيل التالي:
ديدا في حراسة المرمى
أباتي و نيستا و تياجو سيلفا (بونيرا) و أنتونيني لخط الدفاع
أمبروزيني و بيرلو كلاعبي ارتكاز
رونالدينهو وسيدورف وباتو تحت رأس الحربة
هونتلار
أو
ديدا في حراسة المرمى
أباتي و نيستا وتياجو سيلفا (بونيرا) وأنتونيني لخط الدفاع
أمبروزيني و بيرلو وجاتوزو (فلاميني) خط الوسط
رونالدينهو و باتو تحت رأس الحربة
هونتلار
الجانب التكتيكي في أداء الميلان مع المدرب البرازيلي ليوناردو:


يلعب ليوناردو بطريقة 4-2-3-1 وقد استقر عليها بعد تجربة العديد من الطرق الأخرى خلال المرحلة الأولى من الموسم، وأحيانًا يعود الفريق لشكل الشجرة ويلعب بطريقة 4-3-2-1 وبأشكال مختلفة لخط الوسط سواء كان 3 على خط مستقيم أو تواجد لاعب متأخر (1-2) أو لاعب متقدم (2-1) ومن الوارد جدًا أن يلعب الفريق مباراة مانشستر بتلك الطريقة حفاظًا على التوازن الدفاعي في وسط الملعب.
بالنظر للشكل التكتيكي الأول، نجد أنه يُوفر للفريق دعمًا هجوميًا ممتازًا من وسط الملعب خاصة عبر تحركات سيدورف في عمق الملعب وقيادته اللعب في المناطق الهجومية، وأثناء الحالة الدفاعية .... يعود اللاعب لينضم للاعبي الوسط ويلتزم بواجبه الدفاعي ولكنه في كل الأحوال لا يُقارن بالأداء الدفاعي للثنائي جاتوزو أو فلاميني.
ملاحظة مهمة هي أن الأداء الهجومي في هذا الشكل يعتمد بشكلٍ كبير على الرباعي الأمامي مع تحركات لأندريا بيرلو خلفهم، لكن مع بقاء أمبروزيني والظهيرين في وسط ملعب الفريق كنوع من الحذر الدفاعي وتحسبًا من الهجمات المرتدة الخطيرة، وإن كان هذا لا يمنع بالتأكيد تقدم الظهيرين في بعض المحاولات لدعم الهجوم وخاصة الظهير الأيمن "أباتي".
أما الشكل التكتيكي الثاني (4-3-2-1) وهو الأقرب لبدء مباراة يوم الثلاثاء، فهو يُوفر للفريق دعمًا دفاعيًا كبيرًا في وسط الملعب متمثلًا في تواجد 3 محاور دفاعية هي أمبروزيني وبيرلو وجاتوزو أو فلاميني، وهذا الأمر يُساند الخط الخلفي جيدًا وفي نفس الوقت يتقدم أحد اللاعبين وخاصة أمبروزيني لدعم الهجوم ولكنه في كل الأحوال لا يكون بقدرات سيدورف في هذا الجانب وإن كان يتفوق في التعامل مع الكرات الهوائية.
ملاحظة مهمة أيضًا أن دور الأظهرة الهجومي في هذا الشكل أكبر من السابق، لأن الظهير يتقدم وهو مطمئن تمامًا لوجود محور ارتكاز قريب من جبهته وقادر على تغطيتها وقت الحاجة، وهنا أيضًا يلعب باتو ورونالدينهو في العمق أكثر لكي يملآن عمق الملعب ويفسحان المجال للظهيرين كي يتقدما.


دفاع الفريق بشكلٍ عام يعتمد على أساليب الدفاع الايطالي التقليدية وهي:
* الضغط القوي في كل مناطق الملعب بداية من المهاجمين ونهاية بالخط الخلفي.
* تقليل المساحات في المناطق الخلفية عبر عودة الوسط والتحامه بالخط الدفاعي على حدود منطقة جزاء الفريق.
* الرقابة المزدوجة وبطريقة الضغط والتغظية والرقابة على مفاتيح اللعب البارزة في الفريق المنافس، وهنا نقصد أن لاعب يضغط بقوة وثاني يغطي استعدادًا لتشتيت الكرة في حال طالت من اللاعبين والثالث يقف ليراقب الوضع ككل مستعدًا للتدخل وقت الحاجة.
تبقى المشكلة الكبرى في كل ما سبق هو حاجته لمستوى عالي من اللياقة البدنية وهو الأمر الذي قد لا يتواجد طوال المباراة للاعبي الميلان أصحاب الأعمار الكبيرة نسبيًا.
بشكلٍ عام، فإن وجود تياجو سيلفا ونيستا في عمق الدفاع يمنح الفريق قوة دفاعية كبيرة نتيجة التفاهم الكبير بينهما، فالأول يُجيد التمركز والتعامل مع الكرات الهوائية وكذلك يمتلك ميزة السرعة، فيما الثاني يمتلك القدرة على الرقابة اللصيقة والتعامل مع اللاعبين المهاريين وهذا طبعًا بجانب خبرته الكبيرة في المباريات الأوروبية الكبيرة.
تبقى مشكلة كبيرة للميلان دفاعيًا وهي تواضع القدرات الدفاعية للظهيرين بجانب تواضع خبراتهما خاصة في المباريات الكبيرة، فكلًا من أنتونيني وأباتي سيخوضان لقاءهما الكبير الأول في مسيرتهما الكروية بجانب أن الثاني ليس بالظهير أساسًا بل هو جناح أعيد لمركز الظهير، وبالتالي لا يُجيد تطبيق الواجبات الدفاعية في الجزء الأخير من الملعب مما يُكلف الفريق وجود بعض الثغرات في الجانب الأيمن وكذلك أخطاء في التغطية الدفاعية داخل منطقة الجزاء.
أما الأداء الهجومي فيعتمد بشكلٍ أساسي على الأساليب التالية:
* تمريرات رونالدينهو الدقيقة جدًا سواء في عمق الملعب أو القطرية من الطرف الأيمن للأيسر.
* انطلاقات باتو في الجانب الأيمن للملعب وهو هنا إما ينطلق دون كرة ليستلم تمريرة رونالدينهو أو يخترق الدفاع بالكرة معتمدًا على مهاراته الفردية الممتازة.
* التمريرات العرضية من الظهيرين المتقدمين أو رونالدينو أو باتو وهنا يكون الهدف الثنائي هونتلار (كمهاجم متمركز داخل المنطقة) وأمبروزيني (كلاعب متقدم من الوسط لمنطقة الجزاء).
* وجود سيدورف في الوسط يُضيف للفريق أسلوبًا جديدًا هو التمريرات البينية والتحرك من عمق الملعب وتنفيذ الهجمات الجماعية لاختراق منطقة جزاء المنافس.
* التمريرات الساقطة من بيرلو لداخل منطقة الجزاء خلف المدافعين، وهنا تنسجم مع تحركات هونتلار داخل منطقة الجزاء وكذلك دخول باتو ورونالدينهو المنطقة لكي يحدث التشتيت المطلوب للدفاع المنافس.
* الهجمات المرتدة السريعة عبر التمريرات الطويلة من بيرلو وكذلك تياجو سيلفا وانطلاقات رونالدينهو وباتو، وكذلك تمريرات رونالدينهو السريعة وانطلاقات باتو لاستلامها في عمق الدفاع المنافس مثلما حدث في هدف الأخير في مرمى أودينيزي أو الهدف الملغي في مرمى ريال مدريد على ملعب سان سيرو.
كما نرى، فالفريق يمتلك عديد الأساليب الهجومية الممتازة ولكن المشكلة الكبرى هي اعتمادها على مستوى اللاعبين خلال اللقاء وتذبذب تلك المستويات خلال مباريات الموسم الحالي، فأحيانًا نرى بيرلو في القمة وأحيانًا سلبي للغاية ونفس الأمر ينطبق على رونالدينهو وسيدورف، وكذلك تبقى حقيقة أن باتو عائد للتو من الاصابة الخطيرة والطويلة ولم يخض سوى مباراة واحدة قبل اللقاء المرتقب ضد مانشستر.
نقاط تعتمد على أداء مانشستر يونايتد تحديدًا:
كما نعلم فالفريق الانجليزي يمتاز بالقوة البدنية في وسط ملعبه ونقصد هنا امتلاك ميزة اللياقة والسرعة والقوة، وهي ميزات لا يمتلكها الميلان بشكلٍ ممتاز أو على الأقل لن يمتلكها طوال الـ90 دقيقة، لكن الميلان في المقابل يمتلك تفوق مهاري في وسط الملعب وبالتالي إن أراد الفوز في المباراة فعليه فرض أسلوبه المهاري على وسط الملعب وتفويت الفرصة على السير أليكس فيرجسون بتحويل المباراة الى معركة بدنية لأنه سيكون الفائز بها، ولهذا أفضل شخصيًا البدء بسيدورف في الوسط بدلًا من جاتوزو، وإن كان لابد من اللعب بطريقة 4-3-2-1 فوجود فلاميني أفضل نظرًا لامتلاكه شيئًا من المهارة وخاصة أنه يشترك مع جاتوزو في سلبية واحدة هي انعدام الانضباط التكتيكي، فالثنائي يمتاز بالعشوائية في أدائه مما يُشكل أحيانًا خطرًا كبيرًا على الفريق.
مانشستر يلعب بطريقة 2-3-2-1 معتمدًا هجوميًا على تواجد ناني وفالنسيا على طرفي الملعب مع تواجد روني كمهاجم متمركز، ولايقاف خطورة ذلك المثلث يجب محاولة عزل روني داخل منطقة الجزاء وهذا بايقاف الدعم الهجومي له عبر الضغط القوي والرقابة المزدوجة على الثنائي ناني وفالنسيا، لأن وصول الكرة لروني سيُسبب خطورة كبيرة على مرمى ديدا لكن عدم وصولها إليه يعني خروجه للبحث عنها خارج منطقة الجزاء وهنا تتراجع خطورته كثيرًا خاصة أنه سيجد عدد كبير من لاعبي الوسط والدفاع حوله وسيحتاج مجهود أكبر لتهديد مرمى الفريق.
في الجانب الهجومي، ستكون كلمة السر في التمرير السريع للكرة خاصة عبر الأطراف وهنا يمتلك الميلان ميزة التفوق في الجانب الأيسر بتواجد رونالدينهو مقابل براون أو رفائيل والثنائي سيجد صعوبة كبيرة في ايقاف رونالدينهو، خاصة إن اعتمد اللعب من لمسة واحدة وابتعد عن الاحتفاظ الزائد بالكرة، وفي الطرف المقابل سيجد إيفرا صعوبة كبيرة في احتواء خطورة باتو نظرًا لفارق السرعة بينهما، وكذلك سيلعب باتو دور دفاعي يتلخص في الضغط على أيفرا لمنعه من القيام بالواجب الهجومي.
الفريق بحاجة أيضًا للحذر من تسديدات سكولز المتقنة وكذلك الكرات الثابتة لمانشستر خاصة مع تقدم فيرديناند وفيديتش، وفي المقابل عليه محاولة الحصول على كرات ثابتة كثيرة خاصة تلك القابلة للتسديد المباشر نظرًا لتواجد أكثر من لاعب يجيد التسديد مثل رونالدينهو وبيرلو وبيكهام وتياجو سيلفا.

تصريحــــات


ليوناردو: أحترم فريق مانشستر يونايتد كثيرًا وفي نفس الوقت أعرف كل شيء عنه، سنلعب باتزان كبير لتحقيق هدفين واضحين، الأول عدم تلقي أي هدف والثاني التسجيل في مرمامهم.
ديفيد بيكهام: سأفعل كل شيء ممكن لأهزم مانشستر يونايتد، هي المرة الأولى التي سألعب بها ضده والأولى التي لن أشجعه بها، مانشستر في قلبي وسيبقى لكني الآن لاعب في الميلان وسعيد جدًا بذلك.
باتو: سألعب المباراة وأبذل قصارى جهدي لأهزم مانشستر وأعد الجماهير بذلك.
سيدورف: مانشستر خارج قائمة المرشحين للفوز باللقب، هو فريق يمر بمرحلة انتقالية نتيجة فقدان رونالدو وهناك البارشا وتشيلسي، هما الأقوى والأفضل والأوفر حظًا للفوز بالبطولة.